اللاشعور هو المنطقة التي تتخزّن فيها كلّ الرغبات والأشياء التي لم يستطع الإنسان تحقيقها وإنجازها في الماضي، فهو لا ينساها كما يظن البعض وإنّما يكبتها في اللاشعور الذي يعدّ جزءاً مهماً من حياة الفرد النفسية، فهو المكان المخزّن لكلّ ما يبذله الجهاز النفسيّ من ردات فعلٍ ورغباتٍ ودوافع وغيرها.
مستويات الحياة النفسيّةتقسم الحياة النفسية عند الإنسان إلى ثلاثة أقسامٍ أو مستوياتٍ هي:
يعيش الطفل من صغره حالة الكبت لسببين إمّا إرضاء الأهل أو الخوف منهم، فيكبت رغباتٍ وأشياء يحبها ويريدها بالفعل ولكن لا يمكنه فعلها للأسباب المذكورة، وعند كبتها يكون الطفل قد نقلها من عالم الشعور إلى عالم اللاشعور وذلك حتى لا يحسّ بألم الاستغناء عنها وعدم تحقيقها، ولا يقتصر هذا الأمر على الأطفال فقط؛ فالكثير منا لديه رغبات لم يستطع تحقيقها فحاول نسيانها ظناً منه أنّه بهذا سينساها ولا يعلم أنّها ستنتقل إلى اللاشعور، ولا يمكن التعبير عن اللاشعور بشكلٍ واضحٍ وصريح وإنّما يكون بإحدى الطرق التالية:
التعويضلقد بنى عالم النفس أدلر حياته وسيكولوجيته على مبدأ الإحساس الدائم بالنقص؛ من أجل العمل الدؤوب لتعويض هذا النقص، وقال هذا العالم أنّ هناك ثلاث طرقٍ لتعويض النقص وهي:
يكون هذا بتغيير مسار الرغبة المكبوتة من رغبةٍ يرفضها المجتمع ويحيد عنها، إلى رغبةٍ مقبولةٍ لدى الجميع، فمثلاً يمكن التعبير عن الدافع الجنسي بكتابة الأشعار العاطفية.
الإبدالهذه الطريقة قريبةٌ من الطريقة السابقة مع اختلافٍ بسيطٍ، فهنا يغير الفرد رغبته المكبوتة إلى شكلٍ آخر ولكنه لا يراعي إرضاء المجتمع، فمثلاً إذا كانت الرغبة المكبوتة جنسيّةً فقد يبدلها بنكاتٍ بذيئةٍ لا يقبلها المجتمع.
التبريرهذه الطريقة يعتمدها كثيرٌ من الناس فيقومون بتبرير أفعالهم، وذلك بسبب الصراع الذي يحدث بين ما يمكن أن يحقّقه الفرد وبين ما يفعله بالفعل، وهناك طرقٌ كثيرةٌ أخرى يعتمدها الناس للتعبير عما يكبّتونه داخلهم، ولكن الطرق السابقة هي أكثرها شيوعاً.
المقالات المتعلقة بمفهوم اللاشعور